يحق لمن يريد النقل من هذا الموقع , لكن مع الأشاره لأسم الموقع ورابطه دون الأكتفاء بعبارة ( منقول ) مع جزيل الشكر 

الجمعة، 23 يناير 2009

الأســرة والفضـائيـات وراء ظـاهــرة هــــــــروب الفتــيــات


يسقطن في وحل الإدمان والعلاقات غير الشرعية
الأســرة والفضـائيـات وراء ظـاهــرة هــــــــروب الفتــيــات
عائشة الفيفي-الرياض
خروج الفتاة من منزلها وتغيبها عنه لفترة يعد من المشاكل الاجتماعية التي بدأت تطفو إلى السطح في ظل غياب الحوار والتفاهم بين الأبناء والآباء في بعض الأسر، إضافة إلى التفكك الأسري وغياب رقابة الوالدين وترك هذه المهمة لأشخاص آخرين حتى أصبحنا نسمع عن فتاة تخرج من منزلها الذي يعاني أصلا من التفكك (فوالدها طلق والدتها وهي تمكث في منزله بينما هو لا يسأل عنها ) فتذهب إلى منزل صديقتها فتسقط عن طريقها في وحل المخدرات ويستقر بها الحال في مؤسسة رعاية الفتيات لتتلقى بعده العلاج من الإدمان ولسان حالها يقول: لو وجدت أسرة مستقرة تسأل عني وترعاني لما فكرت إطلاقا في الهرب. وبما أنها كانت في مؤسسة رعاية الفتيات (مقر مخصص للفتيات دون سن الثلاثين عاماً) تقول: السجن الذي كنت أعيش فيه في منزل والدي وزوجته أقسى من مسكن رعاية الفتيات، بل إنني أفضل العيش في مؤسسة رعاية الفتيات على أن اخرج منها لأجد المعاملة القاسية والإهمال من أناس أنجبوني!تسلط وشكوك لا تختلف حكاية فاطمة كثيرا عن الحالة السابقة غير أن شقيقها كان السبب في هروبها تقول فاطمة التي تراجع في مدينة الملك عبد العزيز الطبية وقد ضاقت بها السبل فحاولت الانتحار: هربت برفقة أختي من تسلط شقيقنا فهو الآمر والناهي في المنزل ووالدي لا يتحدث ولا يعترض على تصرفه أبدا، مما جعلني أفكر بالهرب أنا وأختي وفعلا قمنا بالهروب من المنزل ولكن كنا تائهتين لا نعلم أين نذهب فصادفتنا إحدى دوريات الشرطة، فاستوقفناها وطلبنا منها أن تساعدنا فأخذتنا وأوصلتنا لمؤسسة رعاية الفتيات، ولكني لم استطع التحمل لأن أخي لوعلم أن الحال استقر بنا هناك لن يصدق أننا بأنفسنا من حضرنا إليها، ولكن قد يساوره الشك بأننا قمنا بفعل مشين فحاولت الانتحار بتناول جرعات زائدة من دواء كان معي، وفضلت الموت على أن ألتقي بأخي الذي يتسلط علينا ويشك في كل تصرفاتنا.هربت مع حبيبهاهربت ليلى برفقة من تعرفت عليه وأحبته ولكن نهاية الطريق كانت إلى مؤسسة رعاية الفتيات، حيث تم ضبطها من قبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في شقة من هربت معه بعد أن تم التبليغ عن غيابها المفاجئ من منزلها، وكانت لم تتجاوز الـ19عاما، ولكنها رسمت صورة خيالية لمن أحبته واعتقدت بأنه سيدافع عنها ويحافظ عليها أكثر من أهلها، ولكنها صدمت بالواقع الذي لم تكن تتوقعه!الصديقات الثلاثتروي نجوى وثلاث من صديقاتها يدرسن في المرحلة الجامعية بأنهن على وشك التخرج ويخططن بعد تخرجهن للهرب من أسرهن، وعن السبب الذي يجعلهن يخططن لذلك، أشرن إلى أن كلمة الفتاة غير مسموعة مثل كلمة الشاب، والثقة في الفتاة ليست كالثقة في الشاب، ونحن نؤمن بأن الفتاة ستصبح أما في المستقبل تربي وتنشئ جيلا، ولهذا يجب أن تكون واثقة من نفسها حتى تستطيع أن تؤسس أسرة وأن لا تكون ضعيفة الشخصية، لذلك قررنا أن نخبر أهالينا بأننا سنسافر لبعثة او لأي سبب وبعدها لن نعود، نريد أن نعتمد على أنفسنا، علما بأن نجوى وصديقاتها لسن من أسر مفككة ولا فقيرة بل من أسر مقتدرة.هروب من المدرسة غيابها تجاوز العشرة أيام، والمدرسة تثبت غيابها، والطالبة تتهم المدرسة بالكذب وتوهم أهلها بخطأ المدرسة بسبب تشابه الأسماء، هكذا تصرفت إحدى طالبات المرحلة المتوسطة عندما كان يقوم السائق بإيصالها ولكنها لا تدخل المدرسة وتذهب مع الشاب الذي تعرفت عليه.تقول المرشدة الطلابية: عندما تم اكتشاف أمرها وأبلغنا أهلها وجدنا عدم اهتمام منهم لأنهم صدقوا ابنتهم وكذبونا، حيث استطاعت إقناعهم بأن ذلك يعود بسبب تشابه في الأسماء.عنف أسريالدكتور خالد بن سعود الحليبي عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام ومدير مركز التنمية الأسرية في الأحساء أرجع أسباب هروب الفتيات إلى العنف الذي يمارس ضدهن في المنزل، ومصادرة حرياتهن، وهي ليست ظاهرة محلية، بل على مستوى العالم. وفي المملكة على سبيل المثال تذكر دار الحماية في جدة أنها تلقت بعد إنشائها بـ 11 شهرا أكثر من 100 حالة مورس ضدها العنف الأسري فيما تلقت مستشفيات الرياض وحدها من 11 - 16 حالة محاولة انتحار من الفتيات شهريا، وليس هروبهن فقط، وذلك في دراسة من قسم الدراسات الجامعية في جامعة الملك سعود في الرياض، للدكتورة سلوى الخطيب، عن العنف الأسري الموجه ضد المرأة في مدينة الرياض، وجاءت نتائج الدراسة بناء على بحث ميداني على الحالات الواردة إلى مستشفى الرياض المركزي والمركز الخيري للإرشاد الاجتماعي، إذ أكد الاختصاصيون الاجتماعيون في المستشفى أن هناك 96 محاولة انتحار من النساء أدخلت المستشفى بواقع 16 حالة شهريا. واعتبرت أن الظاهرة تعبر عن الرفض لما يحدث من عنف أو تسعى إلى جذب الاهتمام. ولا عجب أن تتلطخ فتاة تتواصل مع فضائيات منحلة، لقد جاءت دراسة تحليل مضمون ما بثته قناة فضائية عربية واحدة خلال أسبوع؛ فوجد أنها بثت أكثر من 300 جريمة قتل، وتتضمن كذلك 30 % موضوعات جنسية، 27 % جريمة قتل، 15 % تدور حول الحب بمعناه الشهواني. و96 % من هذه الجرائم عنف جسدي؛ منها 58 % عنف مدمر. (أفلام العنف والجريمة والجنس تسيطر على عقول أطفالنا ـ تحقيق نهلة سليمان ـ المستقبل ، 13/4/1426هـ). فماذا نتوقع بعد ذلك؟ظاهرة قديمةأكدت الدكتوره فوزية الخليوي عضو الجمعية العلمية السعودية للسنة تناول الصحف المحلية لعدة حوادث عن هروب بعض الفتيات، مما كان لها وقع الصاعقة في قلوب الكثيرين، خاصة في مجتمع محافظ، متمسك بثوابته الدينية.وهروب الفتيات ليست ظاهرة وليدة اليوم كما يدعي البعض بل ورد في التاريخ الإسلامي بعض الحالات، فعندما كانت الروم تحاصر الأندلس المسلمة كان لأحد الأندلسيين بنتا ففقدها فأخبر أن كبيرا من رؤوس الروم خرج بها فتبعه أهلها وشكوه إلى صاحب مملكتهم فأحضره فقال الرومي: لا تعجل علي فإنها فرت إلى ديننا، وجيء بها فأنكرت أبويها وارتدت!! مما يدلل أن النفسية التي تتعامل بها الفتاة مع محيطها هي واحدة على مر الأزمان. وقبل أن ننحي باللائمة تماما على الفتاة، لك أن تنظر في هذه الإحصائيات من واقع مجتمعاتنا: ففي المملكة تشير إحصائيات رسمية إلى أن حالات هروب الفتيات قد سجلت منحنى خطيرا، حيث بلغ إجمالي حالات الهروب والتغيب المبلغ عنها ( 3285 ) من الجنسين، عدد الإناث( 850 ). وإذا كانت بيانات التركيب العمري للسكان قد أشارت إلى أن نسبة الأطفال ممن يبلغ عمرهم (14) عاماً أو أقل حسب آخر تعداد 49.23 % فلك أن تقدّر أعداد المراهقين والمراهقات في مجتمعنا خلال جيل قادم!! أنواع الهروب ونقسم الهروب إلى ثلاثة أنواع: هروب معنوي وهو الأكثر شيوعا وذلك لطبيعة المجتمع المحافظ، ولخوف الفتاة من الأسرة، فتنعزل الفتاة نفسياً وتبقى في غرفتها مدة طويلة، حيث تجعل لنفسها عالما آخر من خلال الأحاديث الهاتفية، أو المحادثة عبر الإنترنت، فتملأ هذه المحادثات عقلها ووجدانها، يطمئن فيها الوالدان بأن أبناءهم وبناتهم يواكبون العصر أمام شاشة الكمبيوتر، وهذا بنظرهم آمن من الخروج للنزهات؟!! وقد تستيقظ الأسرة ذات صباح على فاجعة هروب الفتاة!! وشكل آخر من أشكال الهروب: وهو المشاكسة، حيث ترفض بعض الفتيات أي موضوع يطرح لها سواء كان سلبيا أم إيجابيا، ليس بهدف الوصول إلى نتيجة ولكن حبا في المعارضة التي تأتي في هذا الإطار رغبة منها في إثبات الذات. وهروب مادي حيث تتخلى الفتاة عن كل المبادئ والفضائل، التي نشأت عليها لتنساق وراء رغباتها التي في الغالب تقودها إلى الوقوع في الرذيلة.وفي دراسة قامت بها عايدة سيف الدين الباحثة في مركز دراسات المرأة والطفل في مصر أن 15 % من الفتيات هربن بدافع الحب لشاب رفضته الأسرة.! هروب مادي: تساق إليه الفتاة قسرا بسبب كثرة الرفض من الأهل لمتطلبات الفتاة، وكثرة الجدال، يؤدي إلى الإحساس بعدم إشباع حاجتها النفسية من الحب والتقدير، فتزداد الفجوة بينها وبين عائلتها، وقد تصاب الفتاة بالاكتئاب، وتصل في نهاية المطاف إلى فكرة الهروب حيث تتلقاها الأيدي غير النظيفة!! واللوم هنا لا يقع على هؤلاء الفتيات الهاربات! بل تتحمل الأسرة غياب الحوار الأسري؛ لأن الفتاة لم تنشأ منذ الأساس على الرضا بالواقع بأن كل شيء مقسوم في الحياة، وأن الناس خلقوا طبقات شتى، فتجنح بخيالها، وتبتغي تغيير الواقع بالطرق الملتوية غير المشروعة؟!أما أسباب الهروب التي يجب على الفتاة والمحيطين بها أن يعوها وأن يعملوا على إصلاحها فتتمثل في:ضعف الوازع الديني،التفكك الأسري، صديقات السوء حيث يستطيع الأهل النظر في رفيقات الفتاة من خلال مقابلتها شخصيا أو بسؤال المدرسة، ومن متابعة أحاديث الفتاة الهاتفية معهن بشكل غير مباشر.التقليد الأعمى لوسائل الإعلام حيث لعبت وسائل الأعلام دوراً كبيراً في تغيير أفكار فتياتنا من خلال أحاديث الفنانات التي دائماً تشير إلى أن سبب نجاحها، هو خروجها من منزل أسرتها لتحقق رغباتها الشخصية، وأيضاً من عرض المسلسلات الأجنبية التي لا تتفق مع تعاليم ديننا حيث تزين لهن الحرية والانطلاق للعالم الخارجي دون قيود. هامشية دور المشرفة الاجتماعية لكون الفتاة تقضي وقتاً طويلا في المدرسة، وتتشكل شخصيتها من خلال عالمها المدرسي، كان الأجدر بمن تتولى مهمة الإشراف المدرسي تفعيل دورها وتطويره من خلال عقد الدروس والإجابة عن استفسارات الفتيات النفسية، وحصر الفتيات المشاكسات لتلقي برنامج حواري فعال.التدليل الزائد هو سلاح ذو حدين، وسريعاً ما تصاب الفتاة بالملل من حياتها الرتيبة بنظرها!! وتنشد الإثارة من خلال اقتحام المجهول أياً كان. كما أن غياب الرقابة المنزلية بداعي الثقة أحد أسباب خروج الفتاة من منزلها، فتصبح أداة لأهل السوء على كافة مراتبهم! سواء في المنزل أو خارجه.حلول ومقترحات من وجهة نظر الدكتورة فوزية الخليوي فإن الحلول التي يجب الأخذ بها: - اقتراب الأم من ابنتها برفق، وجمعها بين اللين والحزم مع المراقبة بطريقة غير مباشرة! وغالباً ما تقع في هذا التقصير الأمهات العاملات لابتعادهن عن بناتهن فترات طويلة.- مراعاة التركيبة النفسية والهرمونية للفتاة، وخاصة فترة الامتحانات. - توعية الأسرة بأساليب التربية السليمة.- تفعيل دور الأخصائية الاجتماعية في المدارس.- دور الإعلام الهادف في محاربة المخدرات، والمعاكسات الهاتفية.800 حالة هروبمن جانب آخر تشير الدكتورة حنان عطا الله أستاذ علم النفس في جامعة الملك سعود في الرياض ومتخصصة في الإرشاد النفسي (الإرشاد الأسري والزواجي) إلى أن آخر إحصائية عن هروب الفتيات تجاوزت الـ800 حالة، وذلك نتيجة للتغيرات التي نعيشها حاليا والتي قد لا يدركها مع الأسف الشديد بعض الآباء والأمهات، فأبناء الأمس ليسوا كأبناء اليوم ومراهقو الأمس ليسوا كمراهقي اليوم، فالمراهق اليوم يجد ضغوطا كبيرة وخاصة من الإعلام الذي يوميا يجري غسيلا لعقول أبنائنا دون أن نشعر به وهذا هو الخطر المحقق والذي بسببه هربت بناتنا، كما يجب أن تكون هناك أماكن تحمي الفتيات والشباب على حد سواء إذا ثبت أن أسرهم ليسوا محضنا سويا لهم وتكون تلك المراكز غير تلك التي تأويهم وتعتبر سجنا لهم فلقد آن الأوان لحماية الأبناء من تسلط ذويهم وذلك بسن قوانين صارمة على كل من يعتدي على أحد أبنائه ذكرا كان أم أنثى، كما أن إيداع الفتاة في دور اجتماعية ليس حلا كاملا، والحل في ردع الأهل وذلك بعقوبات صارمة لكل من يؤذي أبناءه سواء بالقول أو العمل. مصير أسود للهارباتوتقول الأخصائية الاجتماعية بمكتب الإشراف في الرياض سارة العامر: أريد من كل فتاة تفكر بالهروب أو تقوم بالهروب مع بعض الذئاب البشرية، والشياطين الإنسية، أن تفكر ماذا سيكون حالها سوى الضياع، ثم ما حالها بعد أن تعود إلى بيتها ـ إن عادت ـ وقد جلبت لنفسها وأهلها السمعة السيئة.أما العلاج فيكمن في تقوية الوازع الديني لدى الفتيات منذ الصغر، والعناية التامة بالأولاد ذكوراً وإناثاً، وإشباع رغباتهم وحاجاتهم المادية والنفسية بالقدر المعقول دون إفراط ولا تفريط، وإشغال أوقات فراغهم بكل مفيد، إلى جانب الرقابة الواعية المستمرة على الأولاد، مع تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وتطهير البيت من جميع وسائل الهدم والإفساد، وإيجاد البديل النافع.دراسة علميةهناك فريق بحثي وأكاديمي برئاسة الدكتور إبراهيم بن محمد الزبن رئيس قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، يجري حاليا دراسة علمية في (طور الإعداد) عن حالات هروب الفتيات في المجتمع المدني المحلي، وذلك بتمويل مادي ومعنوي من عمادة البحث العلمي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تؤكد أن كثيراً من المؤسسات المجتمعية والأمنية قد سجلت في الآونة الأخيرة كثيراً من حالات الهروب لفتيات معظمهن في سن مبكرة.
جريدة عكاظ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Save on hotels with HotelsCombined.fr

اهلا بكم زائرنا الكريم , ارجو ان تجدوا معنا المتعه والفائده , وارجو وضع تعليقاتكم .

Free Counters
Hotwire Flight